التحذير من الفتوى بغير عِلْم , وحذاري مِن مَن يفتري على الله
صفحة 1 من اصل 1
التحذير من الفتوى بغير عِلْم , وحذاري مِن مَن يفتري على الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنـا ومن سيئـات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له، وأشهد أنّ سيّدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرّة أعيننا محمّدًا عبد الله ورسوله وصفيّه وحبيبه، صلى الله وسلم عليه وعلى كل رسول أرسله.
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم القائل في محكم كتابه: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾ سورة الإسراء/36.
إخوة الإيمان ، أخرج أبو داود قصة الرجل الذي كانت برأسه شجّة (أي كان برأسه جرح) فأجنب في ليلة باردة (وجب عليه الاغتسال في ليلة باردة) فاستفتى من معه (وكانوا ليسوا أهلاً للسؤال) فقالوا له: اغتسل ، فاغتسل فمات فأُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "قتلوه قتلهم الله، ألاّ سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العيِّ السؤال" . أي شفاء الجهل السؤال .
وقال عليه الصلاة والسلام: "إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصب على جرحه خرقةً ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده".
﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ لا تقل قولاً بغير علم لأن من معاصي اللسان التي هي من الكبائر أن يفتي الشخص بفتوى بغير علم، وقد صحّ وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سُئل عن بعض الأشياء فقال: "لا أدري" ثم سأل جبريل فقال: "لا أدري أسأل ربّ العزة" فسأل الله تعالى فعلّمه جواب ذلك السؤال، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ماذا علّمه ربه، وهذا السؤال كان عن خير البقاع وشر البقاع، وفي لفظ عن خير البلاد وشرها. فقال جبريل عليه السلام: "خير البلاد المساجد" وفي لفظ: "خير البقاع المساجد وشرّ البقاع الأسواق".
وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض" .
وقال صلى الله عليه وسلم: "من أفتى بغير علم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"
فكم وكم من الناس يهلكون أنفسهم ويهلكون غيرهم بسبب فتوى بغير علم ، بسبب فتوى ما أنزل الله تعالى بها من سلطان .
لذلك أخي المسلم إن سئلت عن مسئلة ما ثبت لك فيها نقل ، ما سمعت بها قل : لا أدري . وتذكّر قول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾.
وقد قال بعض الصحابة: "أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار". وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "العلم ثلاثة كتاب ناطق وسنّة محكمة ولا أدري".
فمن أفتى فإن كان مجتهدًا أفتى على حسب اجتهاده، وإن لم يكن مجتهدًا فليس له أن يفتي إلا اعتمادًا على فتوى إمام مجتهد منصوص له.
فمن سئل عن مسئلة ولم يكن عنده علم بحكمها فلا يغفل كلمة لا أدري. فقد جاء عن مالك رضي الله عنه أنه سئل ثمانية وأربعين سؤالاً فأجاب عن ستة وقال عن البقية لا أدري .
وروي عن سيدنا علي رضي الله عنه أنه سئل عن شىء فقال: "وابردها على الكبد أن أسأل عن شىء لا علم لي به فأقول لا أدري".
فإذا كان هذا حال أعلم الصحابة علي رضي الله عنه الذي قال سيدنا عمر رضي الله عنه فيه: "نعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن" فكيف حال من سواه .
فإن من أعظم ما ابتليت به هذه الأمة أناس دعاة علىأبواب جهنم اندلقت ألسنتهم بالباطل واندلعت أصواتهم بالضلال والعياذ بالله.
واسمعوا معي جيدًا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلّغ لا فقه عنده".
الرسول دعا في حديثه هذا لمن حفظ حديثه فأداه كما سمعه من غير تحريف بنضرة الوجه أي بحسن وجهه يوم القيامة وبالسلامة من الكآبة التي تحصل من أهوال يوم القيامة لأن يوم القيامة يوم الأهوال العظام والشدائد الجسام.
وأفهمنا بحديثه هذا بقوله: "فرب مبلغ لا فقه عنده" أن بعض من كانوا يسمعون منه الحديث ليس لهم فقه أي قدرة علىاستخراج الأحكام من حديثه وإنما حظهم أن يرووا عنه ما سمعوه مع كونهم يفهمون اللغة العربية الفصحى، فما بال بعض الناس الذين يتجرأون على الفتوى بغير علم ويقولون : " أولئك رجال ونحن رجال ".
أولئك رجال يعنون المجتهدين كالأئمة الأربعة كالشافعي ومالك وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فلا شك إخوة الإيمان أن الفوز العظيم هو باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم اتباعًا كاملاً وليس باتباع الهوى والنفس الأمّارة بالسوء، فلقد صدق شيخنا العبدري رضي الله عنه حين قال: "من اتبّع الهوى هوى".
------
وأحب أن أذكركم بالخطر العظيم فليس كل انسان أو طالب علم يحق له أن يتصدر للفتوى فالفتوى لها أهلها
و أحب أن أذكركم بالسلف الصالح رضوان الله عليهم وكيف كانوا يهابون الٌإقدام على الإفتاء
فقد ورد التحذير من الإقدام عليها، أو التسرع في أخذ زمامها.
قال الله –عز وجل- : ((قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما و حلالا قل آالله أذن لكم أم على الله تفترون )) يونس الآية-59-.
جاء في تفسير الآية قولهم
( وكفى بهذه الآية زاجرة زجراً بليغاً عن التجوز فيما يسأل عنه من الأحكام، وباعثة على وجوب الاحتياط فيه. وأن لا يقول أحد في شئ جائز أو غيرجائز. إلا بعد إيقان وإتقان. ومن لم يوقن فليتق الله، وليصمت، وإلا فهو مفتر علىالله" )
وأخرج الدارمي في سننه عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ( أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار).
وقال ابن المنكدر : " المفتي يدخل بين الله وخلقه، فلينظر كيف يفعل، فعليه التوقف والتحرز لعظم الخطر" .
وكان ابن عمر إذا سئل قال : " اذهب إلى هذا الأمير الذي تقلد أمر الناس فضعها في عنقه، وقال: يريدون أن يجعلونا جسرا يمرون علينا إلى جهنم"....
وقال عبد الله بن مسعود : "الذي يفتي عن كل ما يستفتى عنه مجنون". فهل من معتبر؟!!
وقال ابن أبي ليلى : "أدركت مائة وعشرين صحابيا – وكانت المسألة تعرض على أحدهم - فيردها إلى الآخر حتى ترجع إلى الأول" .
قال المحدث عبد الرؤوف المناوي –تعليقا على هذه الآثار- : " وبما تقرر علم أنه يحرم على المفتي التساهل، وعليه التثبت في جوابه…" وروي مثل قول ابن مسعود السابق عن ابن عباس .
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: أخبرنا عبد الوارث بن سفيان- وساق بسنده - - عن سليمان التيمي قال: (( لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله)) ، قال ابن عبد البر: " وهذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً"
وقال النووي –رحمه الله تعالى: (( يحرم التساهل في الفتوى ومن عرف به حرم استفتاؤه، فمن التساهل ألا يتثبت ويتسرع بالفتوى قبل استيفاء حقها من النظروالفكر....ومن التساهل أن تحمله الأغراض الفاسدة على تتبع الحيل المحرمة أو المكروهة .. اهـ .
وقال ابن مفلح الحنبلي: " يحرم التساهل في الفتيا واستفتاء من عرف بذلك. فإن عرف ما سئل عنه وجوابه أجاب سريعا. ويحرم أن يتتبع الحيل المحرمة والمكروهة ...
ثم يقول ايضا ابن مفلح : ومنهم منيفتي، ولا يبلغ درجة الفتوى. ويرى الناس صورة تقدمه فيستفتونه، ولو نظر حق النظر وخاف الله – تعالى- علم أنه لا يحل له أن يفتي ".
قال القرافي – بعد كلامه على خطرالفتوى : " وما أفتى مالك حتى أجازه أربعون محنكاً - والتحنيك وضع اللثام تحت الحنك. وهو من شعار العلماء- وهذا شأن الفتيا في الزمن المتقدم، أما اليوم فقد خرق هذا السياج، وهان على الناس أمر دينهم، فتحدثوا فيه بما يصلح وبما لا يصلح. وعسر عليهم اعترافهم بجهلهم، وأن يقول أحدهم : لا أدري. فلا جرم آل الحال بالناس إلى هذه الغاية من الاقتداء بالجهال والمتجرئين على دين الله-تعالى.هـ .
وقد حكى ابن حزم الإجماع على من تجرأ على الفتيا أن ذلك فسق لا يحل
جاء أن ربيعة بن عبد الرحمن دخل عليه الامام مالك فوجده يبكي فقال له : ما يبكيك، أمصيبة نزلت بك ؟ قال : لا. ولكن استُفتي من لا علم له، ووقع في الإسلام أمر عظيم، ولبعض من يفتي هاهنا أحق بالسجن من السراق"!!!
قال المراكشي : " ومن أغرب ما سمع ويرى، أن أكثر المتعاطين للفتوى اليوم، لا يتقنون حتى الآجرومية، ولا يستحضرون عن ظهر قلب ( الزقاقية ) ولا ( العاصمية ) وأما حديثو السن منهم فلا تسأل، ولو كنت أعجب من شئ لعجبت من هؤلاء." !!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنـا ومن سيئـات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له، وأشهد أنّ سيّدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرّة أعيننا محمّدًا عبد الله ورسوله وصفيّه وحبيبه، صلى الله وسلم عليه وعلى كل رسول أرسله.
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم القائل في محكم كتابه: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾ سورة الإسراء/36.
إخوة الإيمان ، أخرج أبو داود قصة الرجل الذي كانت برأسه شجّة (أي كان برأسه جرح) فأجنب في ليلة باردة (وجب عليه الاغتسال في ليلة باردة) فاستفتى من معه (وكانوا ليسوا أهلاً للسؤال) فقالوا له: اغتسل ، فاغتسل فمات فأُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "قتلوه قتلهم الله، ألاّ سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العيِّ السؤال" . أي شفاء الجهل السؤال .
وقال عليه الصلاة والسلام: "إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصب على جرحه خرقةً ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده".
﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ لا تقل قولاً بغير علم لأن من معاصي اللسان التي هي من الكبائر أن يفتي الشخص بفتوى بغير علم، وقد صحّ وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سُئل عن بعض الأشياء فقال: "لا أدري" ثم سأل جبريل فقال: "لا أدري أسأل ربّ العزة" فسأل الله تعالى فعلّمه جواب ذلك السؤال، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ماذا علّمه ربه، وهذا السؤال كان عن خير البقاع وشر البقاع، وفي لفظ عن خير البلاد وشرها. فقال جبريل عليه السلام: "خير البلاد المساجد" وفي لفظ: "خير البقاع المساجد وشرّ البقاع الأسواق".
وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض" .
وقال صلى الله عليه وسلم: "من أفتى بغير علم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"
فكم وكم من الناس يهلكون أنفسهم ويهلكون غيرهم بسبب فتوى بغير علم ، بسبب فتوى ما أنزل الله تعالى بها من سلطان .
لذلك أخي المسلم إن سئلت عن مسئلة ما ثبت لك فيها نقل ، ما سمعت بها قل : لا أدري . وتذكّر قول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾.
وقد قال بعض الصحابة: "أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار". وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "العلم ثلاثة كتاب ناطق وسنّة محكمة ولا أدري".
فمن أفتى فإن كان مجتهدًا أفتى على حسب اجتهاده، وإن لم يكن مجتهدًا فليس له أن يفتي إلا اعتمادًا على فتوى إمام مجتهد منصوص له.
فمن سئل عن مسئلة ولم يكن عنده علم بحكمها فلا يغفل كلمة لا أدري. فقد جاء عن مالك رضي الله عنه أنه سئل ثمانية وأربعين سؤالاً فأجاب عن ستة وقال عن البقية لا أدري .
وروي عن سيدنا علي رضي الله عنه أنه سئل عن شىء فقال: "وابردها على الكبد أن أسأل عن شىء لا علم لي به فأقول لا أدري".
فإذا كان هذا حال أعلم الصحابة علي رضي الله عنه الذي قال سيدنا عمر رضي الله عنه فيه: "نعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن" فكيف حال من سواه .
فإن من أعظم ما ابتليت به هذه الأمة أناس دعاة علىأبواب جهنم اندلقت ألسنتهم بالباطل واندلعت أصواتهم بالضلال والعياذ بالله.
واسمعوا معي جيدًا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلّغ لا فقه عنده".
الرسول دعا في حديثه هذا لمن حفظ حديثه فأداه كما سمعه من غير تحريف بنضرة الوجه أي بحسن وجهه يوم القيامة وبالسلامة من الكآبة التي تحصل من أهوال يوم القيامة لأن يوم القيامة يوم الأهوال العظام والشدائد الجسام.
وأفهمنا بحديثه هذا بقوله: "فرب مبلغ لا فقه عنده" أن بعض من كانوا يسمعون منه الحديث ليس لهم فقه أي قدرة علىاستخراج الأحكام من حديثه وإنما حظهم أن يرووا عنه ما سمعوه مع كونهم يفهمون اللغة العربية الفصحى، فما بال بعض الناس الذين يتجرأون على الفتوى بغير علم ويقولون : " أولئك رجال ونحن رجال ".
أولئك رجال يعنون المجتهدين كالأئمة الأربعة كالشافعي ومالك وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فلا شك إخوة الإيمان أن الفوز العظيم هو باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم اتباعًا كاملاً وليس باتباع الهوى والنفس الأمّارة بالسوء، فلقد صدق شيخنا العبدري رضي الله عنه حين قال: "من اتبّع الهوى هوى".
------
وأحب أن أذكركم بالخطر العظيم فليس كل انسان أو طالب علم يحق له أن يتصدر للفتوى فالفتوى لها أهلها
و أحب أن أذكركم بالسلف الصالح رضوان الله عليهم وكيف كانوا يهابون الٌإقدام على الإفتاء
فقد ورد التحذير من الإقدام عليها، أو التسرع في أخذ زمامها.
قال الله –عز وجل- : ((قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما و حلالا قل آالله أذن لكم أم على الله تفترون )) يونس الآية-59-.
جاء في تفسير الآية قولهم
( وكفى بهذه الآية زاجرة زجراً بليغاً عن التجوز فيما يسأل عنه من الأحكام، وباعثة على وجوب الاحتياط فيه. وأن لا يقول أحد في شئ جائز أو غيرجائز. إلا بعد إيقان وإتقان. ومن لم يوقن فليتق الله، وليصمت، وإلا فهو مفتر علىالله" )
وأخرج الدارمي في سننه عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ( أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار).
وقال ابن المنكدر : " المفتي يدخل بين الله وخلقه، فلينظر كيف يفعل، فعليه التوقف والتحرز لعظم الخطر" .
وكان ابن عمر إذا سئل قال : " اذهب إلى هذا الأمير الذي تقلد أمر الناس فضعها في عنقه، وقال: يريدون أن يجعلونا جسرا يمرون علينا إلى جهنم"....
وقال عبد الله بن مسعود : "الذي يفتي عن كل ما يستفتى عنه مجنون". فهل من معتبر؟!!
وقال ابن أبي ليلى : "أدركت مائة وعشرين صحابيا – وكانت المسألة تعرض على أحدهم - فيردها إلى الآخر حتى ترجع إلى الأول" .
قال المحدث عبد الرؤوف المناوي –تعليقا على هذه الآثار- : " وبما تقرر علم أنه يحرم على المفتي التساهل، وعليه التثبت في جوابه…" وروي مثل قول ابن مسعود السابق عن ابن عباس .
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: أخبرنا عبد الوارث بن سفيان- وساق بسنده - - عن سليمان التيمي قال: (( لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله)) ، قال ابن عبد البر: " وهذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً"
وقال النووي –رحمه الله تعالى: (( يحرم التساهل في الفتوى ومن عرف به حرم استفتاؤه، فمن التساهل ألا يتثبت ويتسرع بالفتوى قبل استيفاء حقها من النظروالفكر....ومن التساهل أن تحمله الأغراض الفاسدة على تتبع الحيل المحرمة أو المكروهة .. اهـ .
وقال ابن مفلح الحنبلي: " يحرم التساهل في الفتيا واستفتاء من عرف بذلك. فإن عرف ما سئل عنه وجوابه أجاب سريعا. ويحرم أن يتتبع الحيل المحرمة والمكروهة ...
ثم يقول ايضا ابن مفلح : ومنهم منيفتي، ولا يبلغ درجة الفتوى. ويرى الناس صورة تقدمه فيستفتونه، ولو نظر حق النظر وخاف الله – تعالى- علم أنه لا يحل له أن يفتي ".
قال القرافي – بعد كلامه على خطرالفتوى : " وما أفتى مالك حتى أجازه أربعون محنكاً - والتحنيك وضع اللثام تحت الحنك. وهو من شعار العلماء- وهذا شأن الفتيا في الزمن المتقدم، أما اليوم فقد خرق هذا السياج، وهان على الناس أمر دينهم، فتحدثوا فيه بما يصلح وبما لا يصلح. وعسر عليهم اعترافهم بجهلهم، وأن يقول أحدهم : لا أدري. فلا جرم آل الحال بالناس إلى هذه الغاية من الاقتداء بالجهال والمتجرئين على دين الله-تعالى.هـ .
وقد حكى ابن حزم الإجماع على من تجرأ على الفتيا أن ذلك فسق لا يحل
جاء أن ربيعة بن عبد الرحمن دخل عليه الامام مالك فوجده يبكي فقال له : ما يبكيك، أمصيبة نزلت بك ؟ قال : لا. ولكن استُفتي من لا علم له، ووقع في الإسلام أمر عظيم، ولبعض من يفتي هاهنا أحق بالسجن من السراق"!!!
قال المراكشي : " ومن أغرب ما سمع ويرى، أن أكثر المتعاطين للفتوى اليوم، لا يتقنون حتى الآجرومية، ولا يستحضرون عن ظهر قلب ( الزقاقية ) ولا ( العاصمية ) وأما حديثو السن منهم فلا تسأل، ولو كنت أعجب من شئ لعجبت من هؤلاء." !!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مواضيع مماثلة
» سبحان الله سمكةلهايدين ورجلين!!!!!!
» لماذا اخفى الله ليلة القدر؟؟؟؟
» من اسعاذات الرسول صلى الله عليه وسلم
» اكتشاف كوكب زي الارض بالضبط سبحان الله
» الصوره التي شل الله يد مصممها بعد 3 ثواني فقط ..... وحسبي ا
» لماذا اخفى الله ليلة القدر؟؟؟؟
» من اسعاذات الرسول صلى الله عليه وسلم
» اكتشاف كوكب زي الارض بالضبط سبحان الله
» الصوره التي شل الله يد مصممها بعد 3 ثواني فقط ..... وحسبي ا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى